الفرقة القومية للتمثيل
التأسيس و الهيكلية
(عن كتاب الفرقة القومية للتمثيل ارقام ودلالات للمؤلف علي مزاحم عباس
وكتاب الحياة المسرحية للمؤلف احمد فياض المفرجي )
اعداد : زينب القصاب
امنية تاق المسرحيون مايقارب ربع قرن لتحقيقها الا وهي تاسيس فرقة رسمية محترفة لا تخضع في عملها الى ضغط الاعتبارات المادية وتعبر في ذات الوقت عن ثقافة الوطن وخصوصيتها ...واثر تشكيل مصلحة السينما والمسرح دعت المصلحة عام 1964 وعلى راسها مديرها الفنان الراحل الكبير حقي الشبلي بعض الفنانين للتشاور في كيفية اخراج الفكرة الى حيز التطبيق غير ان مصاعب معينة حالت دون ذلك وقد تبنى هذه الدعوة ايضا تلامذة الفنان الشبلي نذكر منهم الفنان بدري حسون فريد الذي قاد حملة جادة لتاسيس الفرقة وذلك على صفحات مجلته (الفن الحديث ) التي اصدرها في الخمسينات ...
وبغية اقناع المسؤولين انذاك بامكانية تاسيس الفرقة وتشكيلها شرع قسم المسارح في المصلحة منذ عام 1965 بانتاج بعض المسرحيات الاجنبية باسم (الفرقة القومية للتمثيل ) قبل تشكيلها رسميا وانفرد الفنان سامي عبد الحميد بمهمة اخراج تلكم المسرحيات وهي : ( تاجر البندقية ) لشكسبير، ( النسر له راسان ) لجان كوكتو ، ( الحيوانات الزجاجية ) لتنسي وليامز ، ( انتيكونا ) لجان انوي ...وتحقق الحلم بعد مخاض صعب ففي نيسان عام 1968 ظهرت الى الوجود اول فرقة قومية للمسرح وتشكل هيكل الفرقة الاداري والفني العام من فنانين نقلوا اليها من مختلف الدوائر الرسمية والمحافظات واختيروا من بين خريجي الدفعات العشر الاولى من معهد الفنون ومن اجيال مختلفة ...وفي تشرين الثاني من نفس العام اعلنت الفرقة للجمهور عن دقات المسرح الاولى باكورة انتاجها المسرحي بمسرحية ( وحيدة) وفتحت بذلك الباب على سعته لحدث ثقافي خطير محترف ..مسرحية وحيدة هي المسرحية الفريدة لمؤلف عراقي وشخصية سياسية مثقفة (موسى الشابندر) من مواليد 1899 كان قد عرف في الوسط الصحفي باسمه المستعار علوان ابو شرارة ..ولم يسبق لمسرحية عراقية ان حظيت بالرواج والشهرة مثلما حظيت بها (وحيدة ) فقد عرضتها فرق عديدة في بغداد وفرق المحافظات وبثت اذاعيا لمرات عدة من اذاعتي بغداد وقصر الزهور ..حيث تدور القصة عن بطلة المسرحية وحيدة يتيمة الابوين من اسرة عريقة تحب عمها وخطيبها احمد الذي يبادلها الحب ...تقيم وحيدة في محلة شعبية مع مربيتها فتثور الاشاعات حول علاقة غير شرعية مع خطيبها لينتهي مصيرها في مركز الشرطة حيث تم اغتصابها من قبل رئيس الشرطة الذي اعجب بجمالها ...فكان الانتحار نهاية لوحيدة و خطيبها الذي اغمد خنجرا في صدره وهو يحتضن قبر حبيبته ...وبذلك دشنت الفرقة تجربتها الاولى بمسرحية عراقية اصبحت علامة دالة على توجه الفرقة .
نظام عمل الفرقة :
ترتبط الفرقة القومية للتمثيل بمديرية المسارح التابعة لدائرة السينما والمسرح اداريا وتقدم المديرية للفرقة الخدمات الانتاجية فتخصص لكل انتاج ميزانية تخمينية وتقدم لها من خلال ورشها خدمات النجارة والخياطة والكهرباء والتقنية والخدمات الاخرى من عمالية وفنية وتتولى الاقسام الاخرى التابعة للدائرة بتقديم الخدمات الاعلامية والثقافية التي تسهل عمل الفرقة ...ويعمل في صفوف الفرقة كادر متفرغ للعمل اما على الملاك الدائم واما بصيغة العقود لمدة معينة او لعمل محدد ويتمتع المشاركون في العروض بمحفزات خاصة عبر تقسيم ايراد التذاكر الى نصفين يكون احدهما لميزانية دائرة السينما والمسرح ويكون ثانيهما للعاملين في المسرحية ( المؤلف ، المخرج ، الممثل ، العامل ..الخ ) ..تقدم الفرقة النصوص بعد اقرارها من الناحيتين الفكرية والفنية من قبل لجنة مختصة تشكلها مديرية المسارح وتشتري المديرية حقوق التاليف وكان في الفرقة اثنان من كتاب المسرح المعروفين والمتفرغين لفحص النصوص والكتابة هما الكاتب عادل كاظم والفنان طه سالم فضلا عن فناني الفرقة من غير المتفرغين للتاليف والذين تتوسم فيهم الدائرة القدرة والموهبة في التاليف او الاقتباس .
وتحت تصرف الفرقة ست مسارح تاتي بعد قاعة المسرح القومي الذي كان ملاذا لكل عروض الفرقة منذ عام تاسيسها الى عام 1981 وهي : (الوطني ، الرشيد ، الخيمة ، الرباط ، الاحتفلات ، منتدى المسرح ) تخضع اداريا لمديرية المسارح وكان من اعضاء الفرقة من حملة الشهادات العليا التي حصلوا عليها من الدول الاجنبية مثل : ( سعدون العبيدي ، محسن العزاوي ، قاسم محمد ، محمد العسل ، فخري العقيدي ، فتحي زين العابدين ، حميد الجمالي ، سليم الجزائري ، منتهى محمد رحيم ، مقداد مسلم )...واعضاء اخرين كثير منهم عمل مساعدا لمخرج متخصص قبل سنوح الفرصة له ومنهم :- ( وجدي العاني ، هاني هاني ، عزيز خيون ،غانم حميد ، حيدر منعثر ، سامي قفطان وغيرهم ) كما تستضيف الفرقة مخرجين معروفين لعمل يفترحه المخرج او تقترحه الفرقة عليه ومن هؤلاء المخرجين على سبيل المثال : ( بهنام ميخائيل ، سامي عبد الحميد ، ابراهيم جلال ، صلاح القصب ، بدري حسون فريد ، عوني كرومي ، فاضل خليل ، شفيق المهدي ، محسن العلي ، عقيل مهدي يوسف ) والفرقة ضمت في صفوفها عددا من الفنانين العرب الذين مروا في حياتها واشتركوا في اعمالها كمصممين للملابس والديكور والاضاءة مثل ابراهيم محيي الدين ، كامل هاشم ، صبري حافظ ..او كممثلين واداريين مثل محمد الاكحل وعيسى حرات وعلي الزغل ومحمد المديوني ومالك حلاوة وحصلوا على اجور ومكافات ومحفزات عمل تفوق ما يمنح للعراقيين