شملت افتتاح مبنى منتدى المسرح بحلته الجديدة
احتفالية كبرى في اليوبيل الذهبي للفرقتين الوطنية للتمثيل وللفنون الشعبية
تكريم نخبة من نخبة من فناني الفرقتين من الرواد ممن أثروا الحركة المسرحية لأكثر من نصف قرن
تكريم الاعلامية انعام عبد المجيد لدعمها المادي غير المسبوق في إعادة تأهيل منتدى المسرح
مشاركة فاعلة لفرقة (كورال لكش) بقيادة سليم سالم وفرقة المقام العراقي بقيادة صباح هاشم
كتب – عبد العليم البناء
عدسة – علي صبحي
بحضور وزير الثقافة فرياد رواندزي أقامت دائرة السينما والمسرح احتفالية كبيرة ومتنوعة في مبنى منتدى المسرح المطل على نهر دجاة الخالد شملت الاحتفال بثلاث مناسبات مهمة في مقدمتها اليوبيل الذهبي للفرقة الوطنية للتمثيل التي تعد الفرقة الام للمسرح العراقي ومرور أربعة وأربعين عاما على تأسيس الفرقة الوطنية للفنون الشعبية وإعادة تأهيل مبنى منتدى المسرح بحلته الجديدة .
وحضر الاحتفالية مدير عام دائرة السينما والمسرح الدكتور مهند الدليمي وجميع المسؤولين في الدائرة والعديد من المعنيين بالمسرح من الفنانين والمثقفين والاعلاميين والنقاد والاكاديميين فضلا عن رؤساء وأعضاء الفرق المسرحية في المحافظات الاحدى عشر التي شاركت في مهرجان المسرح العراقي الاول ضد الارهاب.
والقيت في الاحتفالية كلمات عدة ابتدأت بكلمة مدير عام الدائرة مهند الدليمي الذي عبر عن فرحته وامتنانه بهذه الاحتفالية الشاملة التي عبرت عن مدى الاهمية والدور الكبير الذي تلعبه دائرة السينما والمسرح في المشهد الثقافي العراقي ونجاحها في تفعيل عطاءتها خدمة للعراق وشعبه وثقافته ومقارعة الارهاب والتخلف والجهل وتعميق الوعي الثقافي والفني مشيدا بجهود جميع العاملين في الدائرة ودعم السيد وزير الثقافة الاستاذ فرياد رواندزي ومهنئا المسرحيين العراقيين كافة بهذه المناسبات المهمة وداعيا الى المزيد من العطاء المبدع والخلاق .
والقى الفنان المبدع فؤاد ذنون مدير الفر قة الوطنية للفنون الشعبية التي كانت ومازالت خير سفير ابداعي لفنون وتراث العراق الزاخر ومضى عليها اكثر من أربعة عقود وهي تواصل اداء هذه المهمة الوطنية بثبات كلمة بالمناسبة فيما يأتي نصها :
"يطيب لي ويسعدني جدا .. ان نكون معا في هذا اليوم الاستثنائي الجميل ... ونحن نحتفل بالذكرى الرابعة والاربعين لتأسيس الفرقة الوطنية للفنون الشعبية هذه الفرقة العتيدة بزهو تواصلها وعظيم نهجها في صناعة ذلك الفرح الصادق والصادح من اجل حياة .. يسوّرها الحب والخير والجمال .. والتي اتشرف بالانتماء اليها منذ انبثاقها في مثل هذا اليوم من عام 1971 وحتى هذه اللحظات الغامرة التي تجتاح كل نبضات قلبي .. وثنايا عقلي .. وتملأ صدق جوانحي بمشاعر يصعب اختصارها الان.. أربعة وأربعون عاما من العمل المضني واللذيذ والسفر والتواصل والدأب في رحاب فرقة العمر والصبر والتفاني مع أحبة رحلوا عن دنيانا وظلت ذكراهم عالقة في وجدان محبتنا الدائمة لهم .. عرفانا بما أعطوا وبما قدموا ... فلهم الرحمة والذكر الطيب في نفوس من جاء بعدهم .. ممن يواصلون السير والعطاء جيلا بعد جيل فالعمر يمضي والحياة تنمو وتتجدد في ربوع وحقول وبساتين هذه الفرقة التي تحدّت أقسى وأصعب الظروف واعتاها ... من اجل رفعة الفن والحفاظ على قيمة التراث الشعبي متمثلاً بالفلكلور العراقي وعلى مختلف اطياف شعبنا الكريم والطيّب .. شعب العراق الأبي الحبيب .. الذي شكلّ الدفع والرفد الدفاق لعمل واستمرار عمل فرقتنا جميعاً ... نحن عشاق الوطن والحياة الحرة والكريمة في بلاد الخير والنهرين وحضارة عمرها آلاف السنين .
طافت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية .. بجميع مسمياتها ثلاثة ارباع العالم لتنقل نفحات ونسمات طرية وعميقة وعذبة من تراثنا الشعبي وفولكلورنا البالغ الروعة والجمال ولتنال الكثير الكثير جدا من الاوسمة والجوائز والتذكارات في جميع المحافل العربية والعالمية وهي تتوّج اسم العراق وحضارته على أجمل وابهى وانبل مايكون عليه ذلك الحضور البهي لفرقة زادها المحبة والنقاء وديدنها التواصل والعطاء .
من عطر واريج هذه المناسبة الغالية على جميع اعضاء هذه الفرقة بل وعلى جميع منتسبي دائرة السينما والمسرح وبمختلف ملاكاتها .. ومن زهو انتصارات قواتنا الباسلة من ابناء جيشنا الأبي البطل وأبناء الحشد الشعبي الابطال والغيارى من ابناء العشائر الكرام .. يطيب لنا ان نعزز من عوامل تفعيل عمل ودأب وتواصل الفرقة التي تعاني اليوم من مشاكل .. لانريد لها ان تستمر فقد يتوقف عملها إن استمر الحال كما هو عليه .. ولانريد الخوض بذكرها الان . فان نوبات الفرح .. ومباهج الاحتفال تحتم علينا بأن نعطي لهذه المناسبة حقها وألقها الذي يستحق بعيدا عن اية شكوى .... بعيدا عن أي حزن ( اية دمعة حزن .. لالا ... أي جرح في قلبي لا .. لا ) كما يقول العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ ..شكرا لكم أحبة الجمال والثقافة ..شكرا لكل من بقي وفياً .. منتمياً .. حريصاً على سحر تواصل عمل فرقة فنون العراق التعبيرية بكامل اطيافه ومسراته ..شكراً لكل من يسعى لبث الحياة .. بالجميل والنافع والمشرف .. من أجل عراق يليق بنا ".
وأعقبه الفنان طلال هادي معاون مدير المسارح بإلقاء كلمة الفرقة الوطنية للتمثيل نيابة عن مديرتها الفنانة المتألقة آسيا كمال عبر فيها عن الامتنان والتقدير لكل الاجيال التي تعاقبت على التواصل والابداع والعطاء المسرحي الخلاق منذ خمسين عاما حيث ازهت بروائعهم خشبات ومهرجانات المسرح في الداخل والخارج مقدما الشكر الى فناني التقنيات الذين كانوا ومازالوا العمود الفقري لكل الابداعات المسرحية بما فيها الدورة الاولى لمهرجان المسرح العراقي ضد الارهاب.
وقدم بعد ذلك السيد وزير الثقافة ومدير عام الدائرة مهند الدليمي ومعاون مدير عام الدائرة اسماعيل الجبوري ومدير المسارح غانم حميد ونقيب الفنانين صباح المندلاوي الشهادات التقديرية ودروع الابداع الى نخبة من فناني الفرقتين من الرواد الذين أثروا الحركة المسرحية العراقية لأكثر من نصف قرن في العراق واسهموا وقدموا عصارات ابداعاتهم في إطار عملهم المضني والطويل فيهما .
وبعد ذلك إعتلى المنصة مدير منتدى المسرح التجريبي الفنان المثابر والمتألق دوما سنان العزاوي الذي كان بحق أهل لقيادة المنتدى وتفعيله بشكل جاد ومثمر ومتطور ليكون رئة ومتنفسا جديدا للثقافة والفنون في بغداد والعراق كله ليلقي كلمته بمناسبة افتتاح مبنى المنتدى بحلته الجديدة وحيا في مستهلها" القوات الأمنية والحشد الشعبي لانتصاراتهم في ساحات القتال والمنظمين لمهرجان المسرح العراقي الأول ضد الإرهاب والجهود المثمرة التي قدموهاكما حيا إدارة المسارح في دائرة السينما والمسرح والمتمثلة بشخص الفنان غانم حميد صاحب فكرة (مهرجان المسرح العراقي الأول ضد الإرهاب) ومدير الفرقة الوطنية للتمثيل آسيا كمال على مثابرتها في إنجاح المهرجان وبقيادتها للفرقة التي تحتفل اليوم بذكرى يوبيلها الذهبي".
مؤكدا:"افتتحنا المنهاج الريبوتواري للمنتدى والمتمثل بفعاليات المهرجان من خلال عروض مسرحية وأفلام روائية منها: القصيرة كتجربة جديدة لمفهوم السينما الصيفية وفعالياتنا مستمرة بشكل انتقائي لأفضل عشرة عروض مسرحية على حدائق منتدى المسرح. وعقدنا اتفاقيات مع الفرقة السيمفونية الوطنية لإقامة حفلات شهرية و كذلك مع فرقة (2 كيتار) وفرقة (أهلنا الموسيقية) وفرقة (كورال لكش) وفرقة (المقام العراقي), ليصبح المنتدى تجمعاً حاضناً لجميع الفنون".
وأعلن العزاوي عن " تشكيل جماعة منتدى المسرح التجريبي الذي يضم أكثر من (65فناناً)، ليكون هذا المنتدى مجمعاً ثقافياً لجميع الفنون المسرحية.وإنّ منهاجنا مستمر في الشهر الفضيل بواقع حفلتين بالأسبوع: يوم الاثنين مخصص (للمقام العراقي) ويوم الخميس لفرقة (أهلنا), وسنكون في أول أيام العيد المبارك على موعد مع مسرحية البردة لمخرجها غسان إسماعيل".
وأشاد العزاوي سنان بالدور الفاعل والكبير الذي لعبته الإعلامية المبدعة إنعام عبد المجيد في إعادة تأهيل مبنى منتدى المسرح من خلال ماقدمته من دعم مادي غير مسبوق في هذا الاتجاه حيث خصصت مبلغا قدره ستين مليون دينار لهذا الغرض وكذلك اشاد العزاوي بجهود المستثمر الذي قام بإنشاء مطعم وكافتيريا راقيتين يقدمان خدمتهما وفق المواصفات والاسس الحديثة في هذا المجال .
وكرم السيد وزير الثقافة الزميلة الاعلامية انعام عبد المجيد بتقديم شهادة تقديرية لها تثمينا لجهودها ودعمها الهادف والجاد والمثمر.
وفي الختام قدمت فرقة (كورال لكش) بقيادة الموسيقار مؤسسها الموسيقار سليم سالم مجموعة من القطع الموسيقية دون استخدام للالات الموسيقة الغربية او الشرقية كما قدمت فرقة المقام العراقي بقيادة الفنان صباح هاشم مجموعة من المقامات العراقية الاصيلة التي كانت مسك ختام هذه الاحتفالية الاستثنائية التي جاءت تتويجا لجهود هذا الرعيل من الرواد المبدعين.