وزارة الثقافة و السياحة و الآثار دائرة السينما و المسرح Cinema and Theater Foundation

بنات بغداد ... خلونا نلعب في منتدى المسرح


بنات بغداد ...  خلونا نلعب في منتدى المسرح
بنات بغداد ...  خلونا نلعب في منتدى المسرح
بنات بغداد ...  خلونا نلعب في منتدى المسرح

طه رشيد

 

قدمت مؤسسة رؤيا للثقافة المعاصرة في العراق وبدعم من صندوق الأمير كلاوس للثقافة والتنمية وبالتعاون مع دار زهور الاعظمية ( دار ايتام)، ودائرة السينما والمسرح ممثلة بمنتدى المسرح التجريبي عرضا مسرحيا رائعا يوم السبت 3/10/2015 لمن تاليف واخراج المبدع باسم الطيب، وافتتح العرض بكلمة القتها الفنانة المتألقة آلاء نجم شكرت فيها كل الذين ساهموا وسهروا على إنجاز هذا العرض الشيق الذي حضره معاون مدير دائرة السينما والمسرح الاستاذ اسماعيل الجبوري والنائب أحمد الجلبي وكريمته الناشطة الثقافية د.تمارا والسينمائية فرات الجميل وممثل عن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومديرة دار الزهور وحشد كبير من الفنانين والمهتمين. صبايا دار الزهور قمن بإداء أدوار "بنات بغداد..خلينا نلعب" بشكل خلاق آثار الارتياح والإعجاب لدى المشاهدين. لأنهن يتيمات الدار اللائي يصعدن على خشبة المسرح للمرة الأولى. تسع بنات يلعبن العابا شعبية بناتية ترتبط جميعها بالذاكرة العراقية وهن: ورود وحنين ورقية وزراء وسمر وسهى وعبلة ونبأ ونور . تبدأ الألعاب بطريقة عفوية وانسيابية مثل ( هيلا يا رمانة. الذئب والدجاج. ولعبة ختيلان بالإضافة لألعاب اخرى ) وتتحول تلك الألعاب وتتعقد حتى تنتج مشكلة مجتمعية يصعب العثور على إيجاد حل لها، وبالتالي يتم تحطيم اللعبة من قبل المؤديات والانتقال إلى لعبة أخرى . لقد استفاد المخرج باسم الطيب من فناء مسرح المنتدى ليحوله عبر سينغرافيا الفنان بيان جميل إلى دكة لعب بيضاء، للدلالة على براءة الطفولة، واستطاع الطيب تحريك أدواته البسيطة وكأنه يحرك جنود داخل رقعة شطرنج أدواتها تلك الفتيات اللاتي أتين من دار الأيتام . وليصرخن بوجه الفساد والمفسدين ويعلن موقفهن من اضطهاد المرأة بصوت عالي عبر مشهد زواج عراقي تقليدي خارج عن المألوف لا يحترم لا المرأة ولا الطفولة. وهي قضية ما زالت تعاني منها الفتاة سواء في العراق او في بقية الدول العربية، إذ يتم تزويجها بناء على رغبة الاهل ودون السن القانوني في حالات عديدة. أما مشهد الدعاء الذي تشارك به الفتيات التسعة فهو تكملة لمشهد التظاهرة حيث يتم الإشارة لكل ما يتمناه الكبار من إجراء إصلاحات فورية تنقذ الوطن من المحنة التي يمر بها.. ورغم المباشرة في طرح الشعارات في الدعاء إلا أنها "مباشرة" بعيدة عن التسطيح . وكانت صياغتها جميلة بإداء متقن. لقد قدمت تلك الفتيات عملا ليس للصغار بل للكبار في الدرجة الأولى، معتمدا على فهم المخرج بعلاج بعض ألامراض عن طريق الدراما " وهو نوع من علاج نفسي من خلال المسرح. هو الاستخدام المتعمد لأساليب الدراما، أو المسرح، لتحقيق أهداف علاجية. يجمع هذا النوع من العلاج بين الأهداف والتقنيات التي تقوم عليها الدراما/المسرح من جهة، وبين العلاج النفسي من جهة أخرى. وهو يتميز بالنشاطات والتمارين التجريبية والعملية التي تمكن الفرد أو أفراد المجموعة المشاركة فيها، من البوح بقصصهم الشخصية وتحديد أهدافهم وحل مشاكلهم والتعبير عن مشاعرهم أو تحقيق التطهير" . ولأجل هذا عمد المخرج باسم الطيب استخدام لعب الأدوار والعرض المسرحي لخلق سلوكيات ومعان وخيارات جديدة للمشاركين لأجل تغيير السلوك وبناء المهارات وتحقيق التكامل العاطفي - الجسدي والنمو الشخصي. بنات بغداد صرخة من أجل الطفولة وصرخ من أجل حقوق المرأة العراقية وصرخة من أجل الرجل لكي يفهم ويقدر تلك الحقوق! وهي ضمنا صرخة بوجه من يحاول أي يسيء لبنات بغداد. بنات بغداد عبر " خلونا نلعب" تعطينا البرهان الدامغ على أن بغداد أرض ولادة للمبدعين وان هذه الزهور اللاتي اتين من دار زهور الاعظمية طاقات فنية واعدة، وعلى المعنيين أن ينتبهوا لهذه الحقيقة واذا ما فتشنا في المدارس العراقية فسنجد المئات من المواهب المدفونة بين الدفاتر والكتب. ولا بد من إعادة الروح للنشاط الفني في المدارس بمختلف مراحلها وبالأخص المسرح الذي يمنح الثقة بالنفس من أجل خلق جيل واع مبدع وخلاق.