وتبقى الرسالة المسرحية نبراسا من ضوء يشع في القلوب قبل الاعين لقتل كل ما هو مظلم في اعماق بني البشر تنويرا لحقائق الوجود الاهم في معايير مواقف الرجال وهم يواجهون استبداد الطغيان وجبروت الحاكم الجائر .فمن مكان يضيق بالظالم ويتسع فكرا للمظلوم ويكون الافق كونيا امام مسجون يمارس سجانه طقوسه الشيطانية معه اعتقادا منه اي -السجان-انه قادر على انتزاع النور من اعماقه وقتله واطفاء الضوء في عينيه اذ يرمي بساديته السقيمة الى جعل السوط لعبة ليمارسها كلما اراد الابحار بتعذيبه .ذلك هو الشاعر السجين الذي يتلقى ضربات السياط من قبضة الجلاد مع كل بيت من ابيات قصائده وهو يطلقها في الارجاء حتى اقنع ذلك الجلاد الثمل بجهالته لمعنى الموقف بأن عليه ان يرتجف خوفا من حروف وكلمات تنسل كوقع الرماح على رؤوس خاوية وهنا انتصرت الكلمة على السياط تماما كانتصار الدم على السيف وهذا لعمري مركز الربط الفكري للمسرحية بين قبل الف عام زبعد الف عام وبقي التاريخ في خضم هذا يعيد معاني احداثه وان اختلف المكان والزمان فالتراجيدية المشهدية واحدة وبثها لرسالتها من منظار واحد اراه غير مختلف بثيماته الاساس ..
اعتمد مخرج د. عمرو دوارة العمل على روح الاستفزاز الشعوري للمتلقي حين وضع البطل تحت نياط السوط القاسي ولكن ما شفع للمتلقي انه كان يرى بالمعذب صورا مختلفة للظلم ما جعله يفرغ من صدره شعورا مكبوتا بالظلم في ظل انتصار الشاعر بعز واباء حسيني اما سردية الكاتب سعدي عبد الكريم تقمصها الثنائي الادائي خالد عبد الحميد بدور الشاعر باداءه الاحترافي الرائع والفنان المبدع خالد الذهبي بدور السجان اللذان اقنعانا باجواء السجن وعذابات مسومة لجسد الشاعر ودونه الروح الشامخة في علياء البطولة ..
كان العمل دراما عمودية تتصاعد وتائرها بين الفينة والفينة محدثة مؤثرا شعوريا بدى على الجمهور وهو يتفاعل مع كل حركة مؤداة باحساس الممثلين المنقطع النظير ..
(لو ترك القطا لنام ) من عروض مهرجان مسرح التعزية الحسيني الدولي الثالث لفرقة الفرسان المسرحية من جمهورية مصر العربية على خشبة المسرح الوطني السبت 21/10 كتب حصريا للموقع الرسمي والالكتروني لدائرة السينما والمسرح...