حوار ثري و موسع خاص وحصري بالموقع الرسمي لدائرة السينما والمسرح :
السينمائي العراقي الالماني ( نوزاد شيخاني ) :-
كينونتي ولدت من رحم ارض ميزوبوتاميا .. و صيرورتي وريثة لاسس البناء فيها .. وعيناي تكتنف جمع حضارتها .. و لساني ينطق بعشق اهلها .. ولانني عراقي فهامتي تدنو علو سمائها
حوارته :- زينب القصاب
تصوير :- اسامة صبري
من الصلصال و الطين .. و سكنى الانسان القديم .. صنع ختمه السينمائي فيروزي الأديم .. استقبله الوجود الثقافي والفني الدولي قبل 22 عاما مضى ، عراقيا مبدعا يجوب الاوطان كي يخبر العالم عن قضايا وطنه الذي غادره عام 1997 مهندسا و عاد اليه عام 2018 مخرجا سينمائيا عالميا اعتلى خشبة المسرح الوطني كي يحلق بجناحي الثور المجنح (درع السينما العراقية) في كرنفال ايامها الثلاثة .. وهو يلوذ بدموع عينيه عن قناصي اللقطات المعبرات انه المخرج السينمائي العراقي العالمي نوزاد شيخاني في اول حوار صحفي عراقي مستفيض عبر الهاتف تفرد به الموقع الرسمي الالكتروني لدائرة السينما والمسرح .
قبل كل سؤال ساطرحه على مسامعك صف لنا شعورك و انت تطأ أرض الوطن بعد غربة طويلة ؟
كي أكون صادقا وأمينا في وصف هذا الشعور لابد أن أرجع بالزمن 22 سنة عندما عقدت الرحال الى بلاد المهجر ، حالي حال الملايين من العراقيين نتيجة الحروب و الية تدمير البلاد. لكن هواجسي ومختلجات نفسي لم تخرج من الوطن بل بقت مع شعبي ومعاناتهم، ولا يمكنني أن أكون غير ذلك وما لأعمالي وأفلامي إلا تجسيد لهذا الواقع. وحالما يشعر الإنسان بكرامته وحريته وإستقلاله حينئذ يستمد قوته وتتولد لديه قدرة كبيرة في العطاء يتوجب عليه تسخيرها في خدمة الانسانية والمجتمع والوطن الذي تنتمي اليه جذوره والتي لابد أن تبقى مغروسة في أعماق تربته وإلا ستعصف بها الرياح وتفنيها. لذا وبعد غياب 22 سنة عن بغداد الحبيبة القلب النابض لجسد العراق والتي تربطني وأهلي بها ذكريات خالدة لا يمكن للزمن محوها، انتابني حزن كبير وأنا أتجول في بغداد التي شاهدتها كما العروس الناجية من طوفان الحروب وهي تلملم أشلائها الممزقة بين ثوبها الأبيض الذي توسم بدماء الشهداء والأبرياء من أبناء الشعب من زاخو الى الفاو.
حدثنا بايجاز عن مسيرة أنسان خرج من وطنه مهندسا و عاد مخرجا سينمائيا مبدعا ؟
المهنة والهواية وجهان لعملة واحدة. الهندسة كانت المهنة التي أحبها عقلي، والفن الهواية التي أحبها قلبي والمتنفس الجميل للتعبير عن هواجسي. إنتقالي من الهندسة الى الإخراج كتخصص جاء بعد أن هاجرت الى ألمانيا في عام 1997 بالرغم من امتهاني وممارستي للفن منذ نعومة أضفاري والى دراستي وتخصصي في صناعة وتقنيات الفيلم وتخرجي من أكاديمية ماكروميديا في مدينة ميونخ الألمانية في عام 2000. العلاقة بيني وبين الكاميرا إكتسبتها من والدي منذ نعومة أضفاري، وبدايات والدي مع الصورة الفوتوغرافية والمتحركة تعود الى عام 1951 عندما أختير من قبل مديرية الاَثار العراقية في بغداد ليكون ضمن البعثة الأمريكية الخاصة للبحث عن هيكل الإنسان القديم (النياندرتال) في كهوف شاندر في اقليم كوردستان باشراف البروفيسور الامريكي "رالف سولكي" هناك محطات كثيرة ساهمت في ولادة علاقة عشق بيني وبين الفن توجب علي المحافظة عليه وممارسته وتطويره، ومن هذه المحطات التدريب وممارسة فنون الموسيقى والتصوير الفوتوغرافي إلى جانب بعض الأنشطة الرياضية عند إنتمائي لمركز شباب الشيخان وأنا في سن الثانية عشر، ثم أداء دور صغير في فيلم سينمائي "حتى تشرق الشمس" الذي كان مشروع تخرج طلبة قسم السينما بمعهد الفنون الجميلة/ بغداد. صورت أحداث الفيلم في منطقة الشيخان، مثلت في بطولته على ما أظن الفنانة العراقية سولاف جليل وشارك في التمثيل الفنان الراحل فاضل جاسم. وفي عام 1991 حصلت على إجازة ممارسة العمل الفني من وزارة الثقافة والإعلام. أسست مع شقيقي شيرزاد شيخاني مكتب الشيخان للإنتاج الفني وكيل شركة البحر للإنتاج الفني والتلفزيوني في بغداد الذي كان يديره المخرج والممثل القدير حسن حسني. ثم التعاون مع تلفزيون بغداد الدولي الذي كان يديره الأستاذ فيصل الياسري وتزويده ببعض المواد المصورة التي كانت تبث حينها للجالية العراقية في المهجر. كل هذه المعطيات وغيرها وهذا العشق جعل انتقالي من الهندسة الى الفن انتقالا سلسا، بل فوجئت بوجود تلاقي وتشابه مهم بين الهندسة والإخراج مما قادني الى الإستفادة منه كثيرا في أعمالي. وللأمانة أقولها بأن السبب الرئيسي الذي جعلني أن أنتقل من الهندسة الى الاخراج كتخصص وأنا في المهجر هو لكي أتمكن من خدمة قضايا شعبي من خلال الفن، ومن خلال الأعمال التي أقدمها للمجتمع الدولي.
في كل المحادثات التي جرت بيننا كنت تركز عند التعريف بنفسك و فنك على ضم هويتك العراقية العامة الى العالمية .. فما هي القضايا الوطنية التي تناولتها عدستك عالميا ؟
هذا الموضوع مهم وحساس .. جميعنا عراقيون و ما حدث على ارض الوطن من فعل قوى الشر الذي لا يوجد له وصف في قاموس الادمية يمسنا جميعا وما حدث للازيديين من حيف و ظلم و اغتصاب وقتل وتهجير و تشريد و بيع وشراء اصبح جرحا نازفا ...وهم عراقيون شعب مسالم لم يزل يحمل الجينات الأصيلة لسكان وادي الرافدين حضارات الميزوبوتاميا العريقة من إرث حضاري وفلكلوري وتراثي وعقائدي. وطالما تطوعنا بحمل رسائل انسانية من خلال الفن باسم مجتمعنا وشعبنا سواء في الوطن أو في المهجر، وطالما كانت ولم تزل نشاطاتنا وأعمالنا السينمائية ذات توجهات عالمية، وتمكنا من تحقيق انجازات ومكاسب دولية اذن لابد أن يكون لنا أمام المحافل الدولية والاقليمية تعريف خاص بالهوية والجذور التي ننتمي اليها كي نتمكن من الدفاع عن قضيتنا أكثر وأن نعطي مصداقية للمجتمع الدولي بأننا نخاطبهم من رحم معاناة مجتمعنا. من حق مكونات الشعب العراقي أن تعتز بهويتها وجذورها التاريخية وان نجعل من هذا التنوع القومي والديني قوة لنا بدلا من أن نجعله ضعفا وسببا للعنف الطائفي ومثالا للكراهية وتدمير البلاد.
كنت تلوذ بدموعك من عدسات الكاميرات .. فهل تفصح لنا عن ما جال في خاطرك وسط تصفيق جمهور كرنفال ايام السينما العراقية لحظة التكريم و انت تقف على خشبة المسرح الوطني التاريخية .. مخرجا سينمائيا عراقيا عالميا ؟
بالرغم من التكريمات العديدة التي تشرفت وأفتخر بها الا ان التكريم الأغلى للانسان يكون في وطنه بين أهله، هذا التكريم الذي أعتبره تكريما للانسان المؤمن بالخالق والأرض والشعب. تكريم الأبن الذي بقى ويبقى مخلصا للمباديء التي تربى عليها ولروح التجدد والتعاون ومحاربة كل أشكال الظلم والاضطهاد الذي تعرض له قومه وجميع مكونات الشعب العراقي. حقيقة كانت لحظات تاريخية بالنسبة لي وأنا أقف على خشبة المسرح الوطني العريقة وسط هذا التكريم والاحتفاء أمام عمالقة ورواد الفن والسينما العراقيين، وأمام جمهور عريق قدموا لأحياء عرس سينمائي كبير في بغداد الحبيبة، بغداد الحضارة والثقافة بأهلها الطيبين المحب للسلام والحياة الحرة الكريمة.. فكيف لي ان لا ابكي و تخنقني العبرات المعبرات.
حدثنا بالتفصيل عن انتاج حصيلتك الذهبية العراقية العالمية فيلم (تورن) ؟
((تورن هو هاملت اليوم )) تورن هو فيلم روائي طويل صورت أحداثه بين مدينة الميتروبول (تبليسي) العاصمة الجورجية وبين معبد (لالش) الوريث العقائدي والتراثي لحضارة وادي الرافدين. يتحدث الفيلم عن الحب والسلام، عن الإنتماء الإنساني والتعايش السلمي بين الشعوب. عن فلسفة الضياع والحرمان، فلسفة تصادم الحضارات والأديان. تورن يمثل فلسفة الصراع بين الحياة والموت والصراع من أجل البقاء. شارك الفيلم نخبة كبيرة من الممثلين وضيوف الشرف من الدولتين جورجيا والعراق وفريق عمل تم اختيارهم من المانيا، جورجيا، العراق، هولندا، سوريا والمغرب. الفيلم من إنتاج 2018، استغرقت مراحل إنجاز االفيلم أربع سنوات، صورت حواراته الأصلية بأربع لغات ولأسباب مهمة تكمن في مصلحة الفيلم تم دبلجته الى العربية (اللهجة الشامية) مع أبرز نجوم الدراما السورية مع وضع الترجمة الإنكليزية للمشاهد الأجنبي. تم تقديم الفيلم الى العشرات من المهرجانات السينمائية الدولية، تكمن أهميته في النشر والتوزيع ونقل رسائل الفيلم الى مختلف شعوب العالم. وعلى صعيد الإنجازات الدولية
استعرض لمتصفحي الموقع الرسمي للدائرة الجوائز التي حصدها الفيلم ؟
نال الفيلم السينمائي (تورن) جائزة "أفضل فيلم"، وجائزة "أفضل سينماتوغراف" في مسابقة الأفلام الروائية الأجنبية الطويلة في مهرجان هوليوود الدولي لللأفلام السينمائية، حيث تم دعوة جميع الفائزين الى السير على السجادة الحمراء في 26 يناير/ كانون الثاني 2019 في هوليوود - لوس انجلوس (كاليفورنيا) وحضور مراسيم حفل توزيع الجوائز وعرض الأفلام الفائزة في يوم المهرجان. وضمن مسابقة "جوائز السينما الأوروبية" في العاصمة البولونية وارشو حصد الفيلم جائزة "أفضل مخرج"، وجائزة "أفضل مونتاج". كما حصد الفيلم جائزة "أفضل تريلر" في مهرجان جوائز الافلام الذهبية في لندن. وفي مهرجان اكاديمية الفنون السينمائي في تشيلي نال الفيلم جائزة "أفضل دراما"، "أفضل مونتاج"، "أفضل تصميم إنتاج"، وجائزة "أفضل هندسة صوت". ثم جائزة "أفضل فيلم عن الأديان"، جائزة "الإخراج المتميز"، وجائزة "الفيلم المتميز" من مهرجان كلكتا السينمائي الدولي في الهند. جائزة "أفضل فيلم روائي طويل"، "أفضل مخرج"، "أفضل فيلم عن الأديان"، "أفضل مونتاج"، "أفضل منتج"، "أفضل أغنية رسمية للفيلم"، وجائزة "أفضل تريلر" من مهرجان جوائز النقد السينمائي في الهند. ومنحتنا مجلة النقد السينمائي (من مؤسسة جوائز النقد السينمائي) في كلكتا ونيويورك جائزة المخرج الفرنسي الكبير جان لوك غودار ل "أفضل منتج". وفي مسابقة جوائز الموسيقى العالمية التي جرت في كاليفورنيا بامريكا حصدنا ميدالية برونزية عن الأغنية الرسمية للفيلم. في مهرجان نيودلهي السينمائي في الهند توج الفيلم بالفوز وتم تصنيفه ضمن أفضل ثلاثة أفلام. في مهرجان اويراَسيا الدولي في موسكو نلنا جائزة "أفضل مخرج". في مهرجان جوائز فيلم أونيروس في ايطاليا منح الفيلم "شهادة شرف". وفي مهرجان سان خوزيه السينمائي الدولي في كوستاريكا حصلنا على جائزة "أفضل فيلم روائي طويل". و"جائزة الجدارة لأفضل فيلم روائي" في منافسات جوائز مهرجان الأفلام المستقلة في سان دييغو بولاية كاليفورنيا الامريكية. إضافة الى المراحل النهائية التي وصل اليها فيلم تورن والتي لازالت المسابقة مستمرة لمعظمها مثل: مهرجان مدريد السينمائي الدولي، مهرجان كارديف السينمائي الدولي، مهرجان جوائز الأفلام الذهبية في لندن، مهرجان نيويورك السينمائي، مهرجان كوين بالم السينمائي الدولي في كاليفورنيا، مهرجان دافنشي السينمائي الدولي في لوس انجلوس، مهرجان فوزيون السينمائي الدولي في لندن، مهرجان عالم السينما الدولي في اونتاريو بكندا، ومنافسات "جوائز الذئب الذهبي" في الهند.
هل سبق فيلم ( تورن ) أعمالا فنية أخرى من اخراجك ؟ و ما هو الحيز العالمي الذي أخذته تلك الاعمال؟
نشاطاتي وتوجهاتي والأعمال التي قمت بانجازها واخراجها هي متنوعة وعديدة لكنها تنقسم الى مرحلتين مهمتين في حياتي ألا وهما مرحلة ما قبل ظهور داعش ومرحلة ما بعد داعش، التي تفرغت فيها تماما بالعمل على القضايا التي تهم شعبي، وتهم الانسانية أمام المحافل الدولية، من هذه الأعمال: فيلم (الفرمان الأسود)، (سمفونية شنكال)، والفيلم الروائي الطويل (تورن). بالنسبة الى فيلم (الفرمان الأسود) فيعتبر أول فيلم وثائقي أنجز مباشرة بعد حملة الابادة الجماعية التي ارتكبت ضد الايزيديين من قبل تنظيم داعش الارهابي في الثالث من اَب عام 2014، وقد تم إدخاله رسميا في سجلات المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا. أخذ الفيلم حيزا كبيرا من الاهتمام وانتشر بسرعة في اروقة المحافل الدولية وعرض في هيئات الأمم المتحدة سواء في جنيف أو في بلدان اخرى، كما عرض في العشرات من المؤتمرات الخاصة بحقوق الانسان وعروض عالمية خاصة أخرى.
هل لشيخاني سمفونية عالمية ؟
نعم .. انها "سمفونية شنكال" التي شاركت بانجازها بين براغ برفقة الفرقة السمفونية الوطنية التشيكية مع فرقة الكورال وبين منطقة شنكال المنكوبة ومخيمات النازحين في دهوك، لكن للأسف لم تخرج السمفونية الى العالمية كما كنت مخطط لها وذلك لأنها حورت من مسارها وأستغلت من قبل موسيقار وشاعر العمل الذين اخترتهم وجلبتهم كي يكونوا معي في المشروع .. وصدمتي عندما تعمدوا بتجاهل إسمي كصاحب فكرة المشروع والمخرج الرئيسي للعمل والكيفية التي أخفوا بها حقوقي وجهودي وحتى الأموال الكبيرة التي وضعتها من مالي الخاص في هذا العمل.. و الحديث ذو شجون و الم و وجع بما حدث مع سمفونيتي .
شاهدناك حاضرا و بحب كبير في بروفات مسرحية سبايا بغداد للمؤلفة و المخرجة الكبيرة الدكتورة عواطف نعيم و التي تتحدث عن انتهاك صارخ أحدثته قوى العتمة و الظلام .. ما هو شعورك و انت تتوسط رائدات الفن العراقي و هن يجسدن أدوار السبايا؟
حقيقة لا يمكن لأي مرء أن يصف الإحساس والألم الذي وجدت نفسي فيه وأنا اتابع من على مقاعد المسرح الوطني في بغداد ورائدات الفن العراقي وهن يجسدن أدوار السبايا التي جسدت لي وبكل وضوح مأساة الاَلاف من السبايا الايزيديات اللاتي وقعن في قبضة عصابات داعش الاجرامية. أحيي الفنانة الكبيرة الدكتورة عواطف نعيم التي قامت بتأليف واخراج المسرحية، كما أحيي رائدات الفن العراقي وهن يجسدن أصعب الأدوار و اكثرها تعبيرا و جهدا .. وكما قالت لي الفنانة القديرة سمر محمد بأنهم وأثناء البروفات يتألمن ويبكين يوميا بسبب ما يشعرن بأخواتهن السبايات، وهذا خير تعبير وتجسيد للوحدة الانسانية ووحدة المصير التي ينادي من أجلها الفنان العراقي.
حدثنا عن مشروعك السينمائي الجديد الذي سلمت نسخة منه إلى السيد رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح .. و مدى ترحيبه بفكرة إنتاجه؟
مشروع الفيلم السينمائي الجديد الذي سلمنا نسخة منه الى الرئيس العراقي الدكتور برهم صالح يحمل عنوانا مؤقتا وهو "ضفائر شنكال _ نادية مراد" وقد أثنى رئيس الجمهورية على هذا المشروع ووجدناه متعاطفا مع فكرة المشروع وأعتبره مشروعا يخص جميع أطياف الشعب العراقي. من جانبنا نأمل بانجاز الفيلم في الفترة المقبلة على أمل رعايته وتقديم الدعم اللازم لانتاجه نظرا لأهميته التي نؤمن بها، ولضخامة انتاج الفيلم الذي تدور احداثه بين خمس دول، والمحور الرئيسي هو شنگال المنطقة المنكوبة التي حدثت فيها أبشع الجرائم الانسانية في التاريخ الحديث. يتحدث الفيلم أيضا عن الحقبة التاريخية والتقلبات السياسية التي عصفت بالمنطقة ابتداء من 2003 والى فترة ما بعد هجمة داعش على الأراضي العراقية وتلك الماَسي الكبيرة التي أضرت بمكونات الشعب العراقي بمختلف اطيافه وخاصة المكون الايزيدي الذي نال من الارهاب الحصة الأكبر. الجزء الأكبر من مشاهد الفيلم سيكون في العراق وضمنه في اقليم كوردستان ولهذا سنكون حريصين على مشاركة نخبة كبيرة من الفنانين العراقيين في هذا الفيلم الذي يحمل رسائل السلام والانسانية الى العالم أجمع من خلال الخط الدرامي للفيلم ومن خلال الناجية (نادية مراد) بعد أن كانت أسيرة تنظيم داعش الارهابي وكيف تحولت بإرادتها وبقوة جراحها وبدعم كل محب للانسانية الى رمز النضال في فضح الارهاب وكيف أصبحت سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، وتتويجها بجائزة نوبل للسلام. نحرص بشدة على نهج ثابت وجاد في تحقيق رؤيتنا السينمائية خدمة لقضايانا الانسانية وزرع بذور الحب والتسامح والتعايش السلمي بين جميع الشعوب وتشجيعها لبناء أمة محبة للخير والسلام.
ما هي أمنياتك لدائرة السينما و المسرح المؤسسة العريقة الام الراعية لقيم الفن والجمال .. و هي تمثل تاريخ السينما العراقية؟
امنياتي بالتأكيد ستكون مثل امنيات زملائي المخرجين السينمائيين، الفنانين، النقاد، الادباء، والمهتمين أن يعود لدائرة السينما والمسرح بريقها ورونقها مثل ما عهدناها مؤسسة هي القلب النابض للفن الهادف الذي يعكس رقي وتقدم المجتمعات. وما لمهرجان أيام السينما العراقية التي أختتمت فعالياتها مؤخرا في قاعة المسرح الوطني في بغداد إلا بداية غنية وأمنيات صادقة لتفعيل وإعادة أمجاد السينما والفن العراقي الأصيل.