|
|
|
|
من ربوع مهرجان منتدى المسرح السادس عشر
انبهار ضيوف المهرجان بالاخلاق العراقية
متابعة ثائر القيسي
عدسة علي عيسى
ما ان حل اليوم الثاني من ايام مهرجان منتدى المسرح التجريبي السادس عشر الذي تحتضنه بغداد بكل شخف الشوق للاصدقاء من فرنسا واوكرانيا والاشقاء من تونس ديباجة الربيع العربي، حتى انطلقت مشاعر الضيوف العرب والاجانب صوب ماتلقوه من حفاوة في الاستقبال المبهر على حد وصف الفنانة (جميلة الشحي ) القادمة من تونس الخضراء ، والكرم العراقي المتجذر في اعماق حضارة اوقدت اولى قناديل النور في ظلمات العالم القديم فكانت حكاويهم تثلج قلوب العراقيين عندما قال الفنان (غازي زغباني ) بعد انتهائه من اداء دوره في مسرحية (وزن الريشة) الموندرامية وفي عينيه بريق دموع لا يعرف سرها سوى الحسى العربي المرهف النابع من وجدان تملاوه عاطفة الارث التكويني لرحلة العرب عبر التاريخ الانساني لوجودهم الهلامي حول الكرة الارضية، وحسب قول زغباني وهو يتلقى التهاني من الجمهور العراقي: (انكم والله شعب تتشرف به الدنيا بمشرقها ومغربها) قالها وهو يحاول اسيعاب احضان العراقيين الذين اثبتوا انهم في مقدمة من يقيم الاخر ويمنحه حقه.
وامينة حشراوي التونسية التي وقفنا امام ادائها الجميل والمؤثر وضعت اصابعها في شق الحقيقة عندما همست في اذني لحظة ان التقطت معها صورة للذكرى : ( انكم اسطورة اخلاقية) ستظل ماثله في اذهاننا طويلا. وتتوالى المواقف على مدار الايام الجميلة لانجح مهرجان مسرحي وهو ذا معز التومي الذي لم يستطع ان يخفي شياطين اداءه المسرحي على خشبة المسرح الوطني المقدسة وهو لم يالو جهدا بغية اطلاق لسانه للنطق بما اعتمر في اعماقة لحظة ان وقف الجمهور الراقي طويلا ليصفق باجنحة مشاعره قبل اكفه حيث قال : ( لقد فوجات ان جمهور كهذا تفاعل مع عرضنا الذي قدمناه اليوم بهذه الكيفية التي غمرتنا بالحب والامتنان للعراق وهو يبدو كالشاب في ليلة زفافه، انيقا متالقا متفائلا رغم الجراح لله درك ياعراق) والاوكرانيا اختيارها الذي احسنته بان تمثلها شابة كمارينا فيشنقسكيا وهي بحضور هيئتها الطفولية لم يستطع ان ياسرها الصمت ازاء بانوراما تواجد الشباب العراقي وموظفو المسرح الوطني واعلاميوا المتابعة وصحفيو حلاوة الوجه الباسم والكلمات وهي تتدفق من القلوب عبر ترجمة وبغيرها فتبين ان مارينا الاوكرانية ترطن بالعربية موجهة كلامها لي بعد الافراغ من محاورتي لمخرجها العراقي زهير الخفاجي (انني لم افاجا بما لديكم فالمخرج الخفاجي قد اتاح لنا قراءة فحوى رسالتكم الحضارية للعالم، كنتم ومازلتم وستبقون اكبر من الموت والارهاب ماحييتم)
