مدير السينما قحطان عبد الجليل إبراهيم
هذه حقيقة ما حدث في إحتفالية عيد السينما العراقية الثامن والخمسين...!
كتب – عبد العليم البناء
عدسة – وسام سامي
شهد عدم عرض الفيلم العراقي (بغداد حلم وردي) للمخرج الكبير فيصل الياسري في إحتفالية دائرة السينما والمسرح بالعيد الثامن والخمسين للسينما العراقية حيث كان مقررا عرض الفيلم بإعتباره أول فيلم روائي طويل تنتجه وزارة الثقافة ضمن سلسلة الافلام السينمائية التي كانت أحد الاوجه والمنجزات الابداعية لمشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية لغطا كثيرا وحمل موضوع عدم عرض الفيلم أكثر مما يستحق من أهمية في العديد من وسائل الاعلام فضلا عن صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية ومنها المقال المنشور في (كتابات) بعنوان (حقيقة ما حدث في عيد السينما .. ) للزميل قحطان عبد جاسم مسؤول إعلام الفيلم .. في وقت لم تكن فيه أية نوايا مبيتة أو حتى سيئة تجاه الفيلم أو تجاه مخرجه الذي يعد من أساطين السينما العراقية والعربية .. ومن الجدير بالذكر أنني سبق أن أجريت حواراً مع المخرج القدير فيصل الياسري كان قد أكد لي فيه أنه أراد أن يروي "قصة سينمائية عراقية، وتحديداً بغدادية، عن مصائر مواطنين يصرون على العيش في بغداد في سنوات الاحتلال، وتحدي الأوضاع الصعبة، والتعلق بالبيت والشارع والحي والمدينة. الرسالة واضحة، والاستنتاج أتركه للمشاهدين. وما يهمني هو أن يستمتع المشاهدون بما سيشاهدونه، فأي عمل فني لا يمتع المشاهد يفقد الكثير من قيمته، وقد قال غاليلو غاليلي: «إن أكبر متعة هي متعة العقل والفكر».مباركاً في الوقت ذاته عبر تأكيده" أنا أولاً، أبارك هذا التحرك الإنتاجي لوزارة الثقافة، مع كل ما فيه من نقاط ضعف أو ارتجال كما يدعي البعض، ولكني أجده فرصة عظيمة للتدريب والممارسة، وخلق قوى بشرية جديدة، وإضافة معلومات وخبرة للعاملين، وزيادة المعدات الضرورية للعمل، وتجربة عملية الإنتاج وتنظيمها، حيث تفتقد الوزارة الخبرة اللازمة لتشخيص متطلبات العمل السينمائي بخاصة بعد تغير تكنولوجيا الإنتاج، إلى الإنتاج بأجهزة الديجتال، التي باتت هي السائدة والمطلوبة، والتي يفتقر أكثر العاملين عندنا إلى المعلومات الكافية عنها، كما أن من الإيجابيات المحتملة لهذا النوع من الإنتاج، أنه سيدفع إلى التفكير: أين ستعرض هذه الأفلام في بلد يفتقر إلى دور العرض الحديثة؟".
وبغية تسليط الضوء على حقيقة ما حصل كانت لنا هذه الوقفة مع الفنان المخرج قحطان عبد الجليل مدير قسم السينما في دائرة السينما والمسرح للوقوف على جميع ملابسات الموضوع ووضع النقاط على الحروف..
عبد الجليل أكد : "أرى أن من واجبي بصفتي مدير السينما في دائرة السينما والمسرح ومن المطلعين بشكل كامل على حقائق الأمور وفي قلب الحدث أن أبين في يوم 7/7/2013 وفي الساعة الخامسة عصراً كنا نحضر مع السيد المدير العام للدائرة د. نوفل ابو رغيف اجتماعاً بشأن احتفالية عيد السينما العراقية وبالتحديد بشأن إيجاد بديل عن فيلم (بغداد حلم وردي) الذي أعلنت الدائرة عن نيتها عرضه ولكنها لم تحصل عليه على مدى أسابيع من الانتظار سوى أنه جاء في الوقت بدل الضائع حيث دخل مدير المكتب ووضع امام سيادته مغلفاً ابيض و عندما اطلع السيد المدير العام عليه كانت المفاجأة .. انهُ (فيلم بغداد حلم وردي) قد وصل اخيراً الى الدائرة "
مضيفاً:"علماً أني ذهبت قبل إسبوع من هذا التاريخ في زيارة لمقر السيد فيصل الياسري في قناة الديار الفضائية بحضور السيد صادق مهدي شعبان و اخرين ولم نفلح في الحصول على نسخة من الفيلم من السيد الياسري ويبدو ان اتصالنا مجدداً في يوم 7/7 وما تم إعلانه من أن الفيلم سيعرض في الاحتفالية قد سقط في يد السيد الياسري فأرسل الفيلم بصحبة احد العاملين في قناة الديار..فأوعز السيد المدير العام بأنتهاء الاجتماع وتساءل د.ابو رغيف هل هناك إمكانية لدعوة السادة اعضاء لجنة المشاهدة وقد تعذر ذلك بسبب بعد مواقعهم عن الدائرة وتم تجهيز الفيلم للمشاهدة و لكن لم يتحقق الحضور لأكثر من شخصين من أعضاء اللجنة علماً بأن الفيلم كان نسخة (DVD) ويمكن مشاهدته بسهولة في المكتب ".
وأوضح مدير السينما قحطان عبد الجليل:"وبما أن الفيلم ملك حصري لوزارة الثقافة ويتعذر التصرف فيه دون موافقة الوزارة ولتأخر الوقت كون زمن الفيلم يقارب ساعتين فقد أعلن الدكتور نوفل ابو رغيف وجهة نظره بأن يكون هناك اسبوع خاص لعرض الأفلام السينمائية بحضور الوزير وشخصيات الوزارة الاساسية ريثما يتم عرض الفيلم على اللجنة المتخصصة حسب تأكيدات السيد المدير العام بضرورة الالتزام بالسياقات المهنية وعدم القفز على اللجان المتخصصة وفسح المجال لها كاملاً."
وأكد عبد الجليل:"وقد تم ابلاغ السيد الياسري الذي حضر الاحتفالية بذلك وعندما اعتلى السيد الياسري خشبة المسرح ابلغه الدكتور ابو رغيف انك على المسرح (ونحن في أولها ويمكن أن تعبر عن رأيك كما تشاء أو أن تقل ما تريد) ولم يكن في الأمر اي رجاء كما ذكرالسيد(قحطان جاسم) بتاريخ 7/7/2013 بل بالعكس إذ كان بأمكان السيد الياسري أن يفعل أي شيء يريده وهو على خشبة المسرح وأمام الجمهور إلا أنه كما يبدو قد تفهم الأمر في حينها وعرف جيداً مزاج الحضور والجمهور ؟!! دون اي ردة فعل منه" .أما ان الفيلم يمجد النظام السابق وفيه حس (بعثي) فهذا يعود لقناعة من قال ذلك لأن لا أحد سبق له مشاهدة الفيلم حتى أن المونتاج والمكساج كما يقول منتج الفيلم قد تم في النمسا وبالتالي فأن كل ما قيل هو مجرد تخمينات".
وقال مضيفاً:"وهنا يجب تأكيد مسألة مهمة وهي أن الجمهور كان مدعواً للحضور إلى احتفالية عيد السينما أصلا وليس كما تم تحريف الحقائق كون المكرمين قد تجاوزوا الخمسين شخصاً إذ لم تقم الادارات السابقة بإقامة مثل هذه الاحتفالية الكبيرة على مدى سنوات و الدائرة كانت هي صاحبة الدعوة وبدليل ان بطاقات الدعوة حملت اسم الدائرة وتوقيع مديرها العام".
وختم المخرج قحطان عبد الجليل مدير السينما في دائرة السينما والمسرح حديثه بالاشارة إلى "ما صرح به د. نوفل ابو رغيف من أن دائرة السينما والمسرح حريصة كل الحرص على عرض جميع الأفلام السينمائية التي وصلت وانجزت وكما هي تماما".